بالفيديو .. حكاية "خديجة" الهولندية نزيلة دار مسنين بالإسكندرية .. جاءت لمصر منذ 30 عاما بسبب رخص الأسعار وقتها.

تبلغ مارجريت أو خديجة، كما أسمت نفسها بعد إسلامها، 93 سنة، هولندية الجنسية، تعيش داخل دار رجب للمسنين، فى منطقة زيزينيا وسط الإسكندرية، منذ أكثر من 18 سنة، بعد أن فقدت زوجها الذى عاش معها فى القاهرة، وسافرت نجلتها للعمل فى هولندا.

اعتنقت مارجريت الإسلام، منذ سنوات طويلة، وعاشت فى مصر التى كانت تأتى إليها فى زيارات قصيرة، لتقرر المكوث فيها باقى عمرها، لجوها المعتدل ولأسعارها المنخفضة، التى لا تقارن بأى من دول أوروبا. وتبدأ مارجريت يومها، فى التاسعة من صباح كل يوم، تستيقظ باكرًا لتأخذ حمامها اليومى، وتؤدى ما عليها من فرائض، ثم تضع المكياج البسيط على ملامحها المختلطة ببراءة الأطفال، وشيخوخة العمر. وعندما تسأل مارجريت عن عمرها فتقول: "عندى 93 سنة ولكن مش شايفة نفسى كبيرة لأنى بعيش من جوايا وأنا شايفة إنى صغيرة وبعمل اللى عايزة أعمله، من غير ما أشيل الهم أو حزن، فأقرأ كثيرًا وأستمع إلى الموسيقى".

وتحكى مارجريت قصة حياتها فتقول: "عشت أنا وزوجى سنوات طويلة فى مصر، حضرنا عهد محمد أنور السادات، وحسنى مبارك، وكان المصريون يحبون السادات كثيرًا ونحن أيضًا بكينا على رحيله، ولم نكن نحن الوحيدين، فنشرات الأخبار العالمية بكته وحزنت عليه. وتكمل مارجريت: زوجى كان ألمانى الجنسية، وكنا نأتى زيارات كثيرة غلى مصر، وفى النهاية قررنا البقاء هنا للأبد، لأن جوها معتدل ومريح لنا، وكذلك الحياة فيها ليست باهظة الثمن كما فى دول أوروبا، بالإضافة إلى عدم وجود شىء ينقصنا هنا. وتكمل مارجريت: أسلمت أنا وزوجى بعد أن عرفنا الإسلام جيدًا، ولكنه توفى وتركنى وحيدة بعد أن قررت ابنتى الذهاب إلى هولندا، وعدم البقاء فى مصر، فتوجهت إلى دار المسنين للعيش هنا تحت رعاية آخرين.

وتضيف خديجة: لدى صديقة تعمل مدرسة تزورنى كل فترة، وكذلك السفارة توفد ممثل عنها لزيارتى، ولكن ابنتى لا تستطيع الحضور كثيرًا إلى مصر، لأن تذاكر الطيران باهظة الثمن، ولا تتحمل تكلفتها كثيرًا، إلا أن السفارة وافقت على إحضارها العام الماضى، وأتمنى زيارتها ولو مرة أخرى قبل أن أموت. وتكمل مارجريت: أتابع الأخبار على شاشة التلفزيون الألمانى، ولا أحد يفهمه غيره، فأشرح للجليسة عن الأوضاع السياسية العالمية التى لا يستطيع أحد أبدًا تغييرها، قائلة: "والحمد لله أن احنا هنا فى أمان".